تابعت بإهتمام بالغ الاستجواب المقدم من قبل النواب الثلاثة الأفاضل لمعالي وزير الصحة الأسبق
والأنطباع الأول الذي عندي هو أن المستجوبين حاولوا جاهدين جر الوزير للخروج عن اطار الحوار بما لا يليق حين خاطبوه بتهكم وإسفاف في بعض الأحيان .. إلا ان ذلك أمر مكشوف بالنسبة للعارفين بأمور المناظرات والمساجلات وكان طرح معاليه راقي لأبعد الحدود حيث تعامل بكل إحتراف واحترام مع مقدمي الإستجواب وطرح أجندته التي أعدها مع فريق متكامل وأوصل رسالته بكل جدارة الى النواب والشعب الكويتي الذي كان شاهد عيان لذلك الاستجواب الذي إنتهى للأسف الشديد بطلب لطرح الثقة فيه
التساؤلات كثيرة أتت مصاحبة لهذه النتيجة الغير منطقية ، لماذا تم طلب طرح الثقة ؟هل هو انتقام من النواب للحكومة التي لم تلبي مطالبهم ؟ أم هناك أجندة خفية ؟ ثم لماذا لم يجد الوزير من يتحدث مؤيدا له ومعارضا للإستجواب عدا النائب صالح عاشور؟ والوزير المستجوب كان خير صديق لأغلب النواب حيث يترددون على الوزارة لإنجاز معاملات ناخبيهم بإستمرار !! هل فعلا الوضع الصحي متردي لهذه الدرجة ؟ مما جعل النواب يدقون ناقوس الخطر على حياتنا وحياة أبنائنا !! في الحقيقة انني رأيت وسمعت ما جاء به الطرفين من خلال حضوري بالجلسة وكذلك مشاهدتي للجلسة مرة أخرى بالتلفزيون و متابعتي الشديدة للصحافة وكتاب المقالات الذين تباينوا بآرائهم فلم أجد ما يدين الوزير المستجوب سوى خيالات المستجوبين وأكذوبة تردي الأوضاع الصحية و ذلك أن بلدنا الكويت هي الأولى عربيا وبترتيب 33 من أصل 177 دولة حسب التصنيف العالمي UNDP تقرير التنمية البشرية 2006 وعلاجنا مجاني ولا ندفع ضرائب صحية للحكومة ونرسل من يستعصي علاجهم بالداخل الى الخارج لأحدث وأرقى مستشفيات العالم ، أضف الى ذلك أن جريدة القبس نشرت فضائح ادعاءات المستجوبين الثلاثة تحت عنوان ما لم يقله وزير الصحة في الاستجواب ، و اتضح جليا تهافت الاستجواب وشخصانيته وأن هناك أكثر من أجندة غير ظاهرة لكتل المجلس حيث يعلن عن شيء والواقع شيء آخر
النتيجة الغير منطقية الأخرى هي توابع طلب طرح الثقة حيث أستقالت الحكومة وتأخر تشكيلها ثم أتت على غير المتوقع فقد تم مكافأة المعتدي ومعاقبة المعتدى عليه .. إن صح التعبير .. فوزير من الاخوان وآخر سلفي ويبقى في التشكيلة الوزير العازمي وهي أطراف قدمت الاستجواب وتعسفت للحد الأقصى فيه وقدمت طلب بطرح الثقة بالوزير المستجوب الذي لم يحصل على مسانده من قبل حكومته ومن أفراد أسرته كما عبر هو عنها صراحة في تصريحه للقبس
بدون مجاملات وتملق .. أعضاء مجلس الأمة الأفاضل هم الطبقة العليا بالمجتمع وصفوته وهم الذين يفعلون ما لا يستطيع فعله أي شخص آخر في البلد بقوة الدستور الذي نعتز ونفتخر به أمام الشعوب،ولكننا في الختام لن نكفر بالدين لأن به إسلاميين متطرفين وكذلك لن نكفر بالديمقراطية لأن فيها متعسفين ومنتفعين
وتبقى حقيقة واحدة جلية هي .. أن محاور الاستجواب بسيطة وكان من الممكن وضع الحلول لها داخل اللجنة الصحية بمجلس الأمة لو كانت القلوب
صافية