سلسلة الفتاوي المضحكة والمبكية بنفس الوقت التي نسمعها بين الحين والحين تجعلني أرجع الى كتب المستشرقين الذين يقولون بأن القرآن من صنع البشر وأشهرهم (بيلامي)، وذلك ليس لأنني غير متيقن بأن القرآن كلام الله جل جلاله بل لأنني أريد أن أراجع نقاط الطاعنين في الاسلام وأراجع الردود عليها لعلي أخفف من وطأة تلك الفتاوي الغبية التي لا تزيد المتشككين الا شكوكا. وسأطرح كتاب كمثال لنعرف مدى تهافت الفتاوي الغبية ولو بعد حين انه كتاب (الغناء والموسيقى في ميزان الاسلام) للشيخ عبدالله الجديع الذي ناقش فيه فتاوى تحريم الموسيقى والغناء وفندها واحدة تلو الأخرى وأنتهى بأن الموسيقى حلال بلال للسامعين والطاربين ولا مناص من سماع الموسيقى في عصرنا الحالي في كل مكان ، ولذلك رأينا التراجع من علماء الدين في نهاية القرن العشرين عن فتوى تحريم الموسيقى وسمعنا جميعا الأناشيد الدينية بمصاحبة الموسيقى ورأينا المتدينون يتسابقون على ألوان الفنون مؤخرا من تمثيل واذاعة وتلفزيون وغناء ، وهي نتيجة طبيعية للنفس البشرية المحبة للفنون التي لا يوجد نص قطعي بتحريمها سوى أهواء وفهم أصحاب الفتاوي
الفتوى الأخيرة للشيخ السعودي بجواز قتل أصحاب الفضائيات لأنهم يشيعون الفساد في الأرض فتوى غبية تدل على غباء الشعوب التي تعطي لهذا المخبول مكانة ومكان ليلقي فيه كلماته التي تذكرني بشيخ الجبل وهو أمير فرقة الحشاشين الذي يومئ بإصبعه لجندي بأعلى الجبل على منصة الحراسة ليلقي بنفسه فورا طاعة لأوامر شيخه بأن يقتل نفسه فما بالك ان أمره بقتل غيره ، والله يستر من أتباع أؤلك المفتين الذين أبتليت الأمة بهم .