يصف لي أحدهم بأن حبي لها هو حب من طرف واحد .. وأنا أختلف معه تماما حتى وان لم تستطع هي البوح لي بمشاعرها نحوي فإنني أشعر بحبها عندما تلامس شفتاي أطرافها وأتذوق ذلك الملمس القطني الناعم وأنا ممسك برقبتها بيدي اليمنى وأصابعي تتغلغل ضلوعها ورائحتها تتخلل من فمي حتى تصب في صدري وتمتلأ رئتي من نسيمها العذب!! في سكرات ولحظات حتى أنني لا أرغب بإخراج زفيري نحوها وإن فعلت فلا شكوى أو تذمر بل صمت مطبق حتى تحرق نفسها من أجل ارضائي واسعادي واطفاء نار شوقي لها .. وها أنا أرميها بعيدا بعد أنتهي وأفرغ من اشباع رغبتي منها .. وقد جلس لها أكبر المصممين العالميين لكي يظهروها بصورة بهية جميلة وأنيقة وقد تسابقت شركات الاعلان الضخمة لكي تكون في الصفحة الأولى للمجلات العالمية وقد حاربتها جموع المنظمات لكي نبتعد عن النظر اليها وهي بكامل أناقتها!!
انها .. السيجارة التي أعشقها!!
يعتقد غير المدخنين بأننا نشفط دخانا ذو رائحة كريهة فحسب وأننا نتلف أسناننا وملابسنا بتلك الرائحة ويصفها البعض الآخر بأنها الشيطان التي تقتلنا ببطئ وقد يكون صحيحا جزئيا ولكن من الحب ما قتل كما يقال .. وانني أستفهم هنا عن مسببات الموت فحسب تقرير وزارة الصحة 2009 أن أسباب الموت الرئيسية هي أولا الضغوط النفسية والعصبية ثم الحوادث بالطرقات والتسمم الغذائي ثم ثالثا السرطانات المختلفة ولها أسباب غير معروفة وغير دقيقة علميا فأسباب السرطان كثيرة ومتعددة.. هناك علاقة حميمة بين المدخن والسيجارة فالسيجارة كائن أنيق رشيق مهندم مكشوف من الفوهة ومعبأة بطريقة أنيقة وملفوفة بورق فاخر حساس جدا وتنتهي بعبوة قطنية تلامس شفتيك يوميا بلا تكلف وتأخذ منها نفسا هنيئا يشفي غليلك مرات عديدة باليوم الواحد وتضعها معك أينما تذهب وتودعها قبل النوم بقبلة خفيفة ومريحة للأعصاب لذلك يفشل الكثير من المدخنين من الاقلاع عن التدخين لأنهم يهملون الجانب الروحاني لها فإن كنت تريد الاقلاع عليك البحث عن بديل لكي تعشقه فتجد بعضهم يتجه نحو الشيشة ذلك الشيء اللعين ذو المعدة الممتلئة بالماء وصوتها النشاز ( بررررررررررر) وقد تجد الآخرين يتجهون الى الملصقات الممتلئة بالنيكونين وقد تعفيهم من ادمان تلك المادة ولكنهم لن يعوضوا تلك العلاقة الرائعة مع السيجارة لأنهم أهملوا الجانب النفسي للإقلاع .. انها ليست دعوة للتدخين ولكنها مشاعر وعرفان لذلك الكائن الغير حي الملئ بالمشاعر نحوي منذ سنوات عديدة