قدر الاستاذة الجامعية أنها تزوجت من مفكر أراد أن يعلن فكره من خلال أبحاث قدمها الى الجامعة عام 1994 لنيل درجة الأستاذية التي أصبحت نقمة عليه الى أن لقي ربه في الخامس من يوليو الحالي وانني أتقدم بخالص العزاء لهذه الأرملة الدكتورة كما أتقدم لها بخالص اعتذاري لها عن معاملتنا السيئة لزوجها الراحل حين دعوناه الى بيتنا وعند الباب أغلقناه في وجهه وذلك إرضاء لجماعة التشدد الديني والذين سوف يلينون بعد هذا التشدد بدون أدنى شك عندي كما فعل أسلافهم من المتشددين حين حرّموا الغناء والموسيقى والأناشيد واليوم أصبحوا ينافسون المطربين على اصدار الفيديو كليب وحين حرّموا الصور الشخصية ثم أصبحت صورهم في تتصدر مجلاتهم ومطبوعاتهم وحين قالوا عن التلفزيون أنه الشيطان الأصغر فأصبحوا نجوم الفضائيات ويسافرون الى سوريا وغيرها لتصوير الحلقات بين الأنهار والبساتين والجبال ويقبضون المبالغ المالية الطائلة من وراء تلك الحلقات، لقد حُرم شباب الكويت من لقاء ذلك المفكر الكبير والجلوس معه على طاولة النقاش والحوار حول محاولته الفكرية لتجديد الخطاب الديني التي عصفت بتيار التشدد من الخليج الى المحيط والذي سيصبح تيارا وسطيا بعد حين من الزمن وهو تشدد ممزوج بعادات بالية لم يأتي بها الاسلام بنص صريح، ولن أنسى ذلك الملتحي السمين ما حييت الذي كان يروج بتحريم العمل في وزارات الداخلية والدفاع والعدل والبنوك وأن معاشاتها محرمة شرعا وللأسف كان البعض يصدقه ورأينا بعض الشباب يستقيل من عمله ويبحث عن فرصة عمل جديدة حاملا شعار درهم حلال ولا ألف حرام واليوم أرى ذلك الملتحي السمين يصيف في باريس وفرانكفورت بعد أن هذب لحيته برقم 3 المعروف لدى صالونات الرجال، ان الشيوخ الوسطيون اليوم هم المتشددين بالأمس والشيوخ المتشددين اليوم سيصبحون وسطيون الغد وهكذا بعد حولوا حياتنا الى جحيم من الممنوعات التي يمارسونها اليوم بكل صفاقة، فصبرا يا دكتورة ابتهال يونس فموعدنا الوسطية.