السبت، يونيو 21، 2008

الإلحاد البرستيجي



على مدى سنتين ونحن نتحاور مع بعض الملحدين في كثير من القضايا من خلال عالم التدوين الذي فتح لنا الباب على مصراعيه للتحاور بشكل مختلف تماما عما كنا نفعله بالمنتديات سابقا وأيضا من خلال محاوراتنا معهم بشكل مباشر ، ولكنني لاحظت في الآونة الأخيرة خروج ظاهرة الإلحاد البرستيجي ، بمعنى أن يكون في كل عائلة ملحد كنوع من البرستيج وهي ظاهرة تذكرني بخروج في كل عائلة ولد ترف " جنس ثالث " حيث كانت العائلة تتقبله من باب التطور والترف المخملي ولا تحاربه كما يفعل أصحاب العقل السوي السليم بل تتركه لمصيره يتوه في بحر لجي تتقاذفه الأمواج على سواحل التيه والضياع ونكران الذات ، واليوم إختفت هذ الظاهرة وسيأتي الدور على ظاهرة الإلحاد البرستيجي حتى تنتهي بفضل الله

والإلحاد البرستيجي قد يكون تقليد أعمى لأفكار بعض الملحدين وقد يكون عن اقتناع بأفكار بعض الرموز الإلحادية وقد يكون ناتج عن نشوء الملحد في بيئة غير سوية تمزج المفاهيم السليمة بالفاسدة ولا تعطي اهتماما للبحث عن الحقيقة الدامغة ولا تتعب نفسها للبحث العلمي بل تترك أبنائها عرضة وفريسة لأي فكرة هنا وهناك

رجعت الى رسالة اسماعيل أدهم " لماذا أنا ملحد " حيث تكلم في البداية عن نشأته وحياته ثم عرج على أسباب إلحاده وحاول إثبات بعض النظريات الرياضية التي تدل الصدفة في تكوين العالم من وجهة نظره
وقال بخاتمة كتابه
لا أجد بدا من الثبات على عقيدتي العلمية والدعوة إلى نظريتي القائمة على قانون الصدفة الشامل الذي يعتبر في الوقت نفسه أكبر ضربة للذين يؤمنون بوجود الل
ه


وأعلن في هذا الكتيب أنه سعيد مطمئن لهذا الإلحاد، تماما كما يشعر المؤمن بالله بالسعادة والسكينة


وفي مساء الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1940م وُجِدَتْ جثة إسماعيل أدهم طافية على مياه البحر المتوسط، وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين ويطلب إحراقها



...
وقد حزنت بالفعل على إسماعيل أدهم لأنه إنتحر وقتل نفسه قبل أن يكتب عن عقيدته التي أشار إليها وهي الإيمان بالصدفة وأن العالم وجد صدفة وليس هناك إله لهذا الكون .. ليس حبا بما سوف يكتبه أدهم وقد كتب بهذا المعنى مؤلفات وكتب ولكني أردت أن أعرف لماذا قتل نفسه

وهو القائل بأن نفسه مطمئنة للإلحاد


ونقول للملحدين
ماذا يجد الملحدون والمشككون سوى الحسرة والقلق النفسي والتوتر العصبي والعيش في فراغ قاتل لأنهم تاهوا في الكفر والإلحاد وضلوا عن النور واليقين

ليست هناك تعليقات: