الثلاثاء، فبراير 21، 2006

Landslide



تغرق بطوفان تسونامي ولا أحد يجد لك جثة وتصبح من المفقودين أو تتهشم أطرافك تحت أنقاض المباني عندما تتزلزل الأرض من تحت قدميك أو يجرفك الإعصار الى السماء بسرعة 180 كم/الساعة أو تتداخل عظام صدرك مع عمودك الفقري في حادث سيارة على الطريق السريع أو تغرق في عرض البحر وأنت مسافر وتصبح طعاما للأسماك أو أن تموت وأنت في فراشك .. هذه كلها طرق للموت
ولكن أن تندفن تحت الطين أنت وأطفالك وزوجتك وجيرانك وكامل قريتك .. فهذا والله شيء لم نسمع به أبدا
إنه الطين الفلبيني .. اللعين
فقد إنطمرت قرية صغيرة في جنوب الفلبين بالطين جراء إنزلاق طيني من الجبال بفعل الأمطار .. وجاري الحفر والبحث عن ناجين من تحت الأرض .. وحصيلة المفقودين 1700 شخص حتى اليوم

معلوم أن كل نفس ٍ ذائقة الموت
وهي سُنة الحياة .. ولكنه الإنسان الذي يشاهد الموت من حوله ويموت له القريب تلو القريب ولا يبالي ولا يكترث .. لماذا ؟ .. لأنه لاحقهم لامحال

ماذا يعني أن تموت
ونخوضها ليس من منطلق ديني .. ثواب وعقاب .. جنة ونار .. فمن مسلماتنا الإيمان بالله واليوم الآخر وأننا محاسبون ولا نشك في ذلك أبدا
بل ننظر الى الموت من زاوية فلسفية .. الموت نقيض الحياة .. وقد ناقش الإنسان هذه المسألة خارج نطاق الأديان عبر التاريخ وسجل الفلاسفة آرائهم وخلصوا الى أن عمارة الأرض هي من أسمى الأهداف للإنسان قبل أن يموت.. أما ما بعد الموت فقد عجزوا عن تقديم شيء أفضل مما جاءت به الأديان السماوية .. فالنظريات الإنسانية حول الروح كثيرة وأشهرها نظرية تناسخ الأرواح فقد تموت اليوم وتعود غدا بروح قطة أو روح إنسان آخر في مكان آخر

أما الأشخاص الذين تركوا بصماتهم في الحياة قبل أن يودعوها وأسعدوا البشرية بمخترعاتهم التي سهلت الحياة على الإنسانية لكي ينعموا ويهنئوا بحياة سعيدة ملؤها الرخاء والأمان هم أكثر الناس عظمة

توماس أديسون الذي أنار للبشرية طريقها وجعل ليلها كنهارها

بيل غيتس هذا الإنسان العبقري الذي جعل العالم قرية واحدة تتواصل وتتلاقى من خلال النافذة الصغيرة

وغيرهم الذين ساهموا بعلاج الإنسان ليطول عمره على هذه الأرض

مليارات من العرب والمسلمين الذين وافتهم المنية على مر العصور وذهبوا للقاء ربهم إما الى جنة وإما الى نار .. ماذا قدموا للبشرية؟؟



هناك تعليقان (2):

AL-3ANAN يقول...

أنا دائما أفكر بالموت كأنه لغز كبير لا أحد يستطيع تخيل ما هو الموت هل هو فقط خروج تلك الروح من هذا الجسد أم ان هناك أمور أخرى لا نستطيع معرفتها....الانسان لا يبالي الموت لانه سرعان ما تلهيه الحياه بأمور كثيره ... والمسلمين والعرب في العصور القديمه قدموا الكثير وفي مجالات متعدده ... لكن مسلمين هذا العصر نادر من تجد له أثر يبقى من بعده

تحياتي لك

you-sif يقول...

في العصور القديمة قدموا ماذا

نورينا الله ينور عليكي

يقول د.شاكر النابلسي منذ الغزو العثماني للبلاد العربية منذ 500 عام ..والعقول أقفلت بالكرباج