قبل سنوات ليست ببعيدة كنا نتحاور مع المنتمين الى حدس حول الموسيقى وتأثيرها بالنفس البشرية وكان ردهم القاطع المؤكد حسب الفتاوى الموجودة بين أيديهم أن الإستماع الى الآلات الموسيقية (( حرام )) بالإجماع ، وكانوا يستنكرون سماعنا للأغاني والموسيقى ويرون أننا نرتكب فعلا محرما، وكنا لا نبالي بما يقولون إلا أن قولهم كان يشعرنا ببعض من الضيق
حضرت مساء الأحد الماضي ندوة افتتاح مقر مرشحي حدس الصانع والشايجي وكان الحضور لافت من المتدينين المودرن شباب بكامل الأناقة ولحية خفيفة تكاد تراها وسيارات فارهة ملأت الطرقات حول المقر وأفتتحت الندوة بآيات من القرآن الكريم وبعض من شعر المدح للمرشحين ثم حلت الصاعقة بخروج صوت دوي من خلفي كالذي تسمعه عند دخولك لأحد الديسكوات فنظرت حولي لأتأكد من وجودي في ندوة للإخوان المسلمين أم أين أنا !! وبدأت أمعن النظر بوجوه الحضور لعلي أرى نظرة استهجان أو استنكار للموسيقى والطبول التي قرعت ولكنني فوجئت ببعض الرؤس تتمايل طربا وتتمتم مع اللحن .. يا إلهي ماهذا الانقلاب الذي جري بين الحلال والحرام وأين تلك الفتاوى وأين ذلك الكلام المخيف عن الرصاص المذاب الذي سوف يصب في آذاننا يوم القيامة وأين السيئات التي سجلت علينا من قبل بكل بساطة ذهبت مع ريح العولمة ، أود أن أشير الى كتاب من 600 صفحة للشيخ عبدالله الجديع ممنوع من المكتبات السعودية عنوانه الغناء والموسيقى في ميزان الاسلام خلاصته أن الموسيقى ليست حرام ويتناول بالتفصيل الأدلة الشرعية ويحللها ويفندها واحدة تلو الأخرى ... ويقول إذا كانت الموسيقى ليست حراما فلماذا ضيقتم على المسلمين طوال هذه السنين
استخدم منظمو ندوة حدس .. ما يسمى بعرض تيليسيمنال
وهي محاكاة للعقل الباطن وذلك عندما وضعوا بورد كبير تظهر من خلاله صورة كل من الشايجي والصانع كل دقيقة ثم تظهر صورة لإمرأة على كرسي للمعاقين وهي تبتسم لشعار ( علشانهم ) طوال فترة الندوة
و هي عملية غسيل الدماغ بما يسمى بالعلم الحديث البرمجة للعقل الباطن
هل هم أذكياء .. نعم وبدون تردد .. لأنهم يعرفون كيف يقودون رعيتهم ويرعونهم بالمجتمع ويصرفون عليهم بسخاء
فهنيئا للحدسيين .. وسحقا للتحالف الذين لم يحاكوا الشارع ولم يعرفوا حقيقته الا مؤخرا لذلك بدأو يلتصقون مع القواعد وخرجوا من بروجهم العاجية