الصراع البشري ... دارونية بحتة

عند التمعن والتفكر في جميع الصراعات البشرية من أبونا آدم الى اليوم تجد أن النصر للأقوى بدون شك
ويأتيك السؤال المهم: هل هو صراع دائم مستمر من أجل البقاء؟؟ كما يقول داروين 1809-1882
مؤسس نظرية التطور التاريخي للعالم العضوي
وهو مفكر جدلي / ملحد
الدارونية الإجتماعية : نظرية تعتبر الصراع من أجل البقاء والإنتخاب الطبيعي المحرك الأول للتقدم الإجتماعي
ومثال ذلك صراع ملايين الحيوانات المنوية للفوز بتلقيح البويضة
وواحد فقط هوالذي ينتصر وهوالأقوى ... أما الباقي فيتلاشى
وهي بداية الصراع من أجل البقاء
وهي نظرية بيولوجية طبقت على علم الإجتماع بعد ذلك

وقد إستغربت كثيرا عندما علمت أن هناك من المسلمين من يؤيد هذه النظرية بل ويستشهد بآيات قرآنية لإثبات صحة هذه النظرية وهذا جيد بالطبع ولكن إستغرابي نابع من قدرة المسلمين على توظيف الآيات القرآنية لإثبات أي فكرة يتبنونها في كل الأفكار الإنسانية السياسية والإجتماعية
وقد سمعت مئات الإسلاميين يقولون : اللهم إنصر المسلمين ودمر أعدائهم وأرنا عجائب قدرتك فيهم ...إلخ من دعاء لله جل جلاله بأن يمسح الآخر ويبقي المسلمين ويمكنهم في الأرض!!! (( هل هذه دارونية ؟ )) ليس في ذلك شك

النفس البشرية جبلت على الخير والشر
وهما النقيضان عند كل بني آدم بدون إستثناء
لذلك أول جريمة للنفس البشرية كانت تجسد وجود الخير والشر

إن الصراع الدائر حولنا من حروب ونشر ثقافة معينة بقوة السلاح وإجتياحٌ لدول على أخرى وهيمنة القوي على الضعيف ليس جديدا ً فالحرب العالمية الأولى والثانية ليست ببعيدة عنا وكذلك الحروب الإسلامية ليست إستثناء فالفتوحات واحتلال البلدان كانت بقوة السلاح وفي النهاية دائما الغلبة والإنتصار للأقوى الذي يملك الأسلحة العسكرية والفكرية.

إذن الدارونية الإجتماعية صراع دائم مستمر من أجل البقاء
هي حقيقة لا مفر منها يطبقها جميع من يعارضها على أرض الواقع
حتى وإن كانت تفسيراتهم للصراعات البشرية تخالف داروين فهم في الحقيقة يطبقون نظريته حرفيا وهي إقصاء الآخر ... وبهذا فليتفكر االمفكرون