الله

هل تطور الإنسان في العقائد الدينية كما تطور وترقى في العلوم والصناعات؟

يقول الأديب الكبير عباس محمود العقاد .. نعم .. في باب أصل العقيدة في كتابه .. الله
فقد كانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى وكذلك علومه وصناعاته ، فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعبادات

وإلى وقت قريب إعتقد الإنسان بدوران الشمس حول الأرض وفسر حركاتها وعوارضها كما يفسر الألغاز والأحلام

ويرى كثير من العلماء أن الأساطير هي أصل الدين .. وهو رأي لا يرفض كله ولا يقبل كله.. ألا أن العقيدة قد تحتوي على الأساطير ولكن الأسطورة لا تحتوي على العقيدة .. والفرق هو عنصر الإلزام الأخلاقي والشعور الأدبي بالطاعة والولاء والأمل في المعونة والرحمة من جانب الرب المعبود

هل ضعف الإنسان وسط هذا الكون هو الذي يجعله يبحث عن سند يبتدعه إبتداعا ليستشعر الطمأنينة بالصلاة والتوجه له أثناء الشدة والبلوى؟
أم أن العقيدة (ظاهرة إجتماعية) يتلقاها الفرد من الجماعة وليس للضعف أي عامل لتكوينها؟

والواقع أن الضعف لا يعلل العقيدة الدينية كل التعليل لأنها تصدر من غير الضعفاء بين الناس فقد كان الأنبياء والدعاة للأديان أقوى من ذوي البأس والخلق المتين والهمة العالية والرأي السديد
والعقيدة ليست (ظاهرة إجتماعية) يتلقاها الفرد من الجماعة أيضا لأنها تبدد القول بالحاجة إليها بسبب الضعف .. بمعنى أن الجماعة تحارب الجماعة بالسلاح في حالة الضعف ولن تحتاج العقيدة إلا من منطلق باعث للتسلح والإستقواء

وإسترسل العقاد في كتابه .. الله .. عن الله في دول الحضارات القديمة .. وفي الأديان السماوية .. وفي مذاهب الفلاسفة السابقين .. وفي آراء الفلاسفة المعاصرين

وختمه بأن التوحيد هو أشرف العقائد الإلهية في أرفع حالاته العقلية والخلقية
وأن الدين أصدق عقيدة وأصدق فلسفة
وكل مانعلمه بأن " الله " كمال مطلق .. وأن العقل المحدود لا يحيط بالكمال المطلق الذي ليس له حدود وليس لهذا العقل أن يقول للكمال المطلق .. كيف يكون .. وكيف يفعل .. وكيف يريد

***
تنقية الأديان من الخرافات والأساطير هو ما طرح مؤخرا .. ولكن يبقى السؤال .. كيف؟؟ وماهي الأساطير التي قصدت؟؟